responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 249

قال: ذاك كلام ربي.. الذي خلق لنا العقول.. وعلمنا كيف نستعملها لنصل بها إلى الحقائق.

انتفضت من مكاني، وقلت: هل حقا ما تقول؟.. هل يمكن للعقل أن يصل إلى الحقائق؟

قال: أجل.. لقد دلنا ربنا على المنهج الذي يصل بنا إلى ذلك.

قلت: لقد صحبت الكثير.. ولكني لم أجد عندهم ما يرضي عقلي أو ما يوصله إلى الحقائق.

قال: ذلك لأن عندهم بعض العقل.. لا كل العقل.. ويستحيل على بعض العقل أن يصل إلى الحقائق الكاملة.. إنه في أحسن أحواله يصل إلى حقائق وقتية أو حقائق مشوهة قد ينتفع بها بعض الانتفاع، لا كل الانتفاع.

قلت: هلا قربت لي هذا؟

قال: بأسلوب أهل هذا العصر.. أم بأسلوب غيرهم؟

قلت: ما دمنا في هذا العصر.. فلا يصح أن نستعمل أسلوب غيره من العصور.

قال: إن مثل كل من لقيت من المفكرين والباحثين مثل قوم ضلت بهم الطرق.. وكان لديهم سيارة مجهزة بكل الآلات التي تستطيع أن تقطع بهم الطريق.. لكنهم انشغلوا عن قيادتها بالبحث عن أجزائها.. فانشغل كل طرف منهم بجزء من الأجزاء.. وراح يستغرق فيه ناسيا المقصد الذي صممت السيارة من أجله.

ذهب بعضهم إلى المرائي.. وذهب آخرون إلى العجلات.. وراح آخرون يقيسون.. وراح آخرون يجربون.. وراح آخرون يوجهون أبصارهم إلى غير الجهة التي كانت السيارة قابعة فيها.. ثم يصيحون بملء أفهم: يا قوم ليس هناك سيارة.. فلماذا تبحثون عنها؟..

وكل هؤلاء لم يتعب أحد منهم نفسه ليتساءل عن مقر القيادة الكامل الذي لا تسير السيارة السير الصحيح إلا به.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست