responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 348

أما أولاها، وهي أكمل الفرق وأعقلها، وأحقها بنيل السعادة، فهي الفرقة التي اعتقدت الحشر والنشر والجنة والنار، كما نطقت بها الشرائع، وأفصح عن وصفه القرآن، وأثبتوا اللذات الحسية جميعها من المطعوم والمشموم والملموس والملبوس والمنظور إليه، وغير ذلك.. واعترفوا بأنه يضاف إلى ذلك أنواع من السرور، وأصناف من اللذات التي لا يحيط بها وصف الواصفين، فهي (مما لا أعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)[1]

واعتقدوا أن ذلك يجري أبداً بلا انقطاع، وأنه لا ينال إلا بالعلم والعمل، وهذا هو قول المسلمين.. وهو ما يملؤهم بالسلام والسعادة والطمأنينة.

وأما الثانية، فقوم اعترفوا بنوع من اللذة لا تخطر على قلب بشر كيفيتها، وسموها لذة عقلية، وأما الحسيات فأنكروا وجودها من الخارج إلا من طريق التخييل[2].. وهذا القول يتنافى مع متطلبات النفس التي ترى أنها لا تستغني عن الملموس من اللذات والمنظور منها والمطعوم وغيره.

وأما الثالثة، فذهبوا إلى إنكار اللذة الحسية جملة، بطريق الحقيقة والخيال، وزعموا أن


[1] ورد هذا الوصف للجنة في أحاديث كثيرة منها ما روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال :( لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي فقالت:﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1)، وفي رواية :(خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر فيها فقال لها: تكلمي فقالت :﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1)، فقال:(وعزتي لا يجاورني فيك بخيل) رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيد.

[2] وفرق هؤلاء بين طريق التخيل في حالة النوم وبين هذا التخييل بأن النوم يتكدر بالتنبه، وذلك لا تكدر له، بل هو على التأبيد، وذكروا أن هذا قاصر على طائفة من المشغوفين بالمحسوسات، والذين التفات نفوسهم مقصور عليها، ولا يسمون إلى اللذات العقلية، وذكروا أن هذا لا يفضي إلى أمر يوجب فتوراً في الطلب، فإن الالتذاذ إنما يقع بما يحصل في نفس الإنسان من التأثر بالملموس والمنظور والمطعوم وغيره، والشيء الخارج سبب في حصول الأثر، وليست اللذة من الأثر الخارج بل من الأثر الحاصل عند حضور الخارج. فإذا أمكن حصول الأثر في النفس دون الشيء الخارج، كما في حالة النوم، فلا أرب في الشيء الخارج.. (انظر: ميزان العمل)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست