responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349

التخيل لا يحصل إلا بآلات جسمانية، والموت يقطع العلاقة بين النفس والبدن، الذي هو آلته في التخيل وسائر الاحساسات، ولا يعود قط إلى تدبير البدن بعد أن أطرحه، فلا يبقى له إلا آلام ولذات ليست حسية ولكنها أعظم من الحسية.

وأما الرابعة، فهم جماهير من الحمقى، ذهبوا إلى أن الموت عدم محض، وأن الطاعة والمعصية لا عاقبة لهما، ويرجع الإنسان بعد موته إلى العدم، كما كان قبل وجوده.

وقد رأيت أن الدعاة لهذا المذهب لا يعدون كونهم بطّالين غلبت عليهم شهواتهم، واستولى عليهم شيطانهم، فلم يقدروا على قمع هواهم، ولم تسمح لهم رعونتهم بأن يعترفوا بالعجز عن مقاومة الهوى، فتعللوا لنقصانهم بأن ذلك واجب وأنه الحق، ثم أحبّوا أن يساعدهم غيرهم، فدعوا إلى البطالة وما جلبت عليه النفس من اتباع الهوى الذي هو أشد حامل للأحمق على المسارعة إلى التصديق به.

قال آخر: لقد تحدث شيخنا أبو حامد عن هذا الصنف الرابع كثيرا، وذكر علة ما وقعوا فيه ورد على مقولاتهم.. ومن أشهرها ادعاءهم أن (النقد خير من النسيئة.. ولذات الدنيا يقين.. ولذات الآخرة شك!!.. ولا يترك اليقين بالشك)

وقد اعتبر أن هذا القياس فاسد.. وأنه لا يختلف عن قياس إبليس فى قوله :﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍO (الأعراف: من الآية12).. فظن أن الخيرية فى النسب..

وقد ذكر أن علاج هذا الغرور يتم بأمرين: التصديق الإيماني.. والبرهان.

أما التصديق فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله :﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ (القصص: من الآية60)، وقوله :﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ (آل عمران: من الآية185)).. وتصديق الرسول a فيما جاء به.

وأما البرهان: فهو أن يعرف وجه فساد قياسه، وأن قوله: الدنيا نقد والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة، وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس.. وليس الأمر كذلك.. بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار.. والمقصود فهو خير.. وإن كان أقل منها.. فالنسيئة خير منه.. فإن

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست