responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355

إماطتها إلا بالرياضة والمجاهدة، وهو المراد بالعمل.. فإذن العالم العامل أحسن الناس حالاً، عند من رأى السعادة مقصورة على الدنيا. فإن الدنيا ليست تصفو لأحد، وليس يفي جدواها بمشاقها. فالممعن في اتباع الشهوات، والمعرض عن النظر في المعقولات، شقيّ في الدنيا باتفاق، وشقيّ في الآخرة إلا عند شرذمة من الحمقى، لا يؤبه لهم، ولا يعبأ بهم، ولا يعدون في جملة العقلاء رأساً)[1]

الطب:

انتقلنا بعد قسم الحكمة إلى قسم آخر كان أشبه بالعيادة.. وقد رأيت مكتوبا على بابه (عيادة عيوب النفس ومداوتها)[2]، فسألت المحاسبي عنه، فقال: هذه العيادة تحاول أن تشخص عيوب النفس.. لتقوم بعد ذلك بعلاجها.

قلت: فمن طبيبها؟

قال: رجل من أهل الله يقال له (أبو عبد الرحمن السلمي)[3].. قدمت به من (نيسابور) لما رأيت فيه من حكمة وعلم وقدرة على التأثير والإصلاح..


[1] انظر: (ميزان العمل) للغزالي.

[2] هذا اسم الكتاب الذي استفدنا منه المعاني التي سنذكرها، وهو لأبي عبد الرحمن السلمي.

[3] أشير به إلى الإمام الجليل محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الازدي السلمي النيسابوري، المعروف بأبي عبد الرحمن السلمي (325 - 412 هـ)

صرف أبو عبد الرحمن همه إلى الدراسة الحديث والتصوف، ولقي شيوخ عصره فيهما. فرحل في الطلب إلى: العراق، والري، وهمدان، ومرو، والحجاز، وغيرها لكتب الحديث، ولقاء الشيوخ، كما جرت بذلك عادة عصره، فوق تتلمذه لشيوخ نيسابور.. ونيسابور يومئذ من أمهات المدن الإسلامية، التي بلغت قمت الاكتمال في العمران والفكر.

بلغت تصانيفه مئة أو أكثر، منها (حقائق التفسير) و(طبقات الصوفية) و(مقدمة في التصوف) رسالة، و(مناهج العارفين) و(رسالة في غلطات الصوفية) و(رسالة الملامتية) و(آداب الفقر وشرائطه) و(بيان زلل الفقراء ومناقب آدابهم) و(الفتوة) و(آداب الصحبة).. و(عيوب النفس ومداواتها)، ومنه استفدنا ما سنذكره في هذا المحل من الأدوية الروحانية.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست