responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374

زوجة أبي هي الحجاب الذي حال بينها وبين أن تقترن بأبي.. وكان فوق ذلك هو السبب في إصرار أبي على أن ترميني أمي في مزابل واشنطن.

قلنا: لم نفهم كل ما تذكره.. فمن كانت أمك إن لم تكن هي عينها زوجة أبيك؟

قال: لا.. لقد كان أبي ـ كما كان أكثر قومنا ـ زير نساء.. ولم يكن القانون ـ كما لم يزل ـ يراعي هذه الناحية فيه.. فلم يكن القانون ـ كما لم يزل ـ يبيح تعدد الزوجات.. فلذلك كان الرجل غاليا بين النساء.. وبما أن أبي لم ير أمي إلا بعد اقترانه بزوجته، ولم تملأ قلبه الممتلئ بالشهوات إلا بعد ذلك الاقتران، فقد راح يتخذها خليلة بعد أن حيل بينه وبين أن يتخذها زوجة.

قلنا: فلم لم يطلق زوجته، ويقترن بأمك؟

قال: لقد كان رجلا ينتمي إلى عائلة محافظة لها علاقة بالكنيسة.. وأنت تعلم موقف الكنيسة من الطلاق [1]..

لقد أخبرني الثقاة أن أبي ذهب في تلك الأيام إلى صاحب له من رجال الدين، واعترف بين يديه، وامتلأت عيناه بالدموع، وهو يعترف له، وبعدها طلب منه أن يحل له هذا الإشكال الذي وقعت فيه حياته، وهذا الصراع الذي دب إلى نفسه.

لقد كان بين أمرين، كلاهما لا تبيحه الكنيسة: أما أولهما، فهو أن يقترن بالثانية كما اقترن بالأولى، فيلبي مقتضيات نفسه وقلبه، كما يلبي ما تطلبه منه أمي ـ أي معشوقته ـ كل حين.. وأما الثاني، فأن يطلق زوجته ليقترن بأمي اقترانا شرعيا يجعل من ولده ـ الذي هو أنا ـ ولدا شرعيا معترفا به عند الجميع.


[1] ظل الطلاق محرماً في ظل الكنيسة زمناً طويلاً حتى حدث الانفصام بين الكنيسة والدولة فأباحت التشريعات الوضعية الطلاق ثم تبعتها بعض الطوائف المسيحية، أما تعدد النساء فإنه مازال محرماً وإن نظرت إليه بعض الطوائف على أنه مباح وما زالوا يمارسونه بشكل سري في بعض الولايات الأمريكية.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست