لن أحدثكم عنهم الآن.. وإنما
سأحدثكم عن بعض ما عاينت من مظاهر الصراع الاجتماعي لتعرفوا قيمة السلام الذي جئت
إلى هذه البلاد باحثا عنه.
الصراع
بعد صمت عميق، تنفس صاحبنا
الصعداء، ثم قال:
العنصرية:
كان أول مظهر من مظاهر
الصراع التي عاينتها وعانيت منها (العنصرية).. ذلك الداء الخبيث الذي يجعل من
الإنسان وحشا كاسرا لا يبصر إلا نفسه، ولا يعظم إلا نفسه، ولا يترفع إلا بنفسه.
وللأسف.. فقد تتملذت
على هذا الداء في جميع المدارس.. كلها لقنتني أصوله ومبادئه والسلوكات الأخلاقية
التي تخرجه من القوة إلى الفعل.. ومن الإيمان إلى العمل..
لن أحدثكم على ما
لقنتنا تلك المدارس[1] فإن الكلام في ذلك طويل ممل،
وربما تعرفونه، وربما تسمعون من بعض رفاقي من يحدثكم عنه.. ولذلك سأكتفي بذكر بعض
ما رأيت في بلدي الأول.. أمريكا..
في تلك الأيام كنت في
أمريكا تلك التي تعتبر نفسها أما لحقوق الإنسان.. بينما هي في الحقيقة ليست سوى أم
لانتهاك حقوق الإنسان.
لقد كان التمييز
العنصري جزءا من الحياة اليومية التي يعيشها المواطن الأمريكي في مختلف قطاعات
الحياة الإنتاجية، الاقتصادية والسياسية حتى أصبح السمة الرئيسة التي يتميز بها
الشارع الأمريكي.
[1] سنرى بعض النماذج عنه في فصل
(العالم) من هذه الرسالة.