responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 498

والنسبية الكاملة التي تجعل الأمور متساوية، تبرير أي شيء وقبول أي وضع، فتمكن التضحية بالجزء في سبيل الكل، والأقلية في سـبيل الأغلبية، والمرضى في سـبيل الأصـحاء، والعجزة في سبيل الشباب. ومع سيطرة حب البقاء، باعتبار أن البقاء قيمة مطلقـة، فإن الجميـع يمـكن أن يتعـاونوا مع الدولـة من قبيل تقليل الخسائر.. إذ لا توجد قيم مطلقة أو مرجعية متجاوزة يمكن للفرد أن يؤمن بها ويموت من أجلها ويحاكم البشر والأمم كافة من منظورها.. ثم تتكفل المؤسسات الإعلاميـة للدولـة بتصفيـة كل ما تبقى من أحاسيس إنسانية أو أخلاقية متخلفة.

قلنا: إن ما تطرحه من فلسفة خطير.. فهل وقع في تاريخنا ما يؤكد ذلك؟

قال: ليس ما أطرحه فلسفة.. هو واقع.. واقع مرير عشته.. لقد شربت من الدماء تحت ظل الاستعلاء ما لم أشرب مثله في حياتي جميعا.

لقد حَوَّلنا أنفسنا.. نحن الإنسان الغربي.. إلى سوبرمان له حقوق مطلقة تتجاوز الخير والشر، ومن أهمها حق الاستيلاء على العالم وتحويله إلى مجال حيوي لحركتنا ونشاطنا، وتحويل العالم بأسره إلى مادة خام، طبيعية أو بشرية.

ومن هذا المنطلق اعتبرنا شعوب آسيا وإفريقيا الصفراء والسوداء المتخلفة مجرد مادة بشرية تُوظَّف في خدمتنا، كما اعتبرنا العالم مجرد مادة طبيعية تُوظَّف في خدمة دول أوربا وشعوبها البيضاء المتقدمة، واعتبرنا الكرة الأرضية مجرد مجال حيوي لنا نصدِّر مشاكلنا له.. بل لم تفرق الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية الشاملة في نهاية الأمر بين شعوب آسيا وأفريقيا وشعوب العالم الغربي، فالجميع مادة بشرية، نافعة أو غير نافعة، ضرورية أو فائضة.. فكان العمال يُنظر لهم باعتبارهم مادة بشـرية نافعة، ومصدراً لفائض القيمة، أما المتعـطلون فهم مادة بشرية فائضة. وصُنِّف المجرمـون (وفي مرحلة أخرى، المعوقـون والمسـنون) مادةً بشريةً غير نافعة. وهذه المادة يجب أن ( تُعالج)، وكانت الوسيلة الأساسية للمعالجة هي تصدير المادة البشرية الفائضة إلى مكان آخر لتحويلها إلى مادة نافعة إن أمكن (مع عدم استبعاد ( الحلول

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست