بعد قرون طوال.. وبعد أن أحس
المارد الروماني الذي يسكننا أنه أصبح له من القوة ما يعيد به مجد روما بدأ
الاستعمار من جديد.
بدأت البرتغال وأسبانيا في
القرن الخامس عشر الميلادي بإرسال مستكشفين للبحث عن طرق بحرية جديدة إلى الهند
والشرق الأقصى، حيث كان المسلمون يهيمنون على الطرق البرية ويسيطرون على التجارة
بين آسيا وأوروبا.. وكان الأوروبيون يطمحون إلى السيطرة على تلك التجارة، فقد نجحت
البرتغال في السيطرة على البرازيل، وأنشأت مراكز تجاريةً في كل من غربي إفريقيا
والهند وجنوب شرقي آسيا..كما نجحت أسبانيا في السيطرة على أجزاء مما يعرف اليوم
بالولايات المتحدة، واحتلت معظم أجزاء أمريكا اللاتينية.
وفي القرن السابع عشر الميلادي،
انتزع الهولنديون والبريطانيون التجارة الآسيوية من البرتغاليين، وذلك بعد أن
نجحوا في احتلال جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا) وأصبح للإنجليز نفوذٌ
قويُّ في الهند، وتمكَّن الهولنديون والبريطانيون والفرنسيون من احتلال بعض
المناطق في أمريكا اللاتينية.
بالإضافة إلى ذلك، احتل عددٌ من
المهاجرين البريطانيين والفرنسيين بعض المناطق في كندا، كما أنَّ الهولنديين
والبريطانيين والفرنسيين ادَّعوا ملكية بعض أجزاء من الولايات المتحدة.. وفي نهاية
المطاف، تمكن الإنجليز من إنشاء ثلاث عشرة مستعمرة في تلك البلاد، ودخل
البريطانيون والفرنسيون في صراع ٍ على أمريكا الشمالية سُمّي حروب الهنود
والفرنسيين الأربع، واستمر ذلك الصراع من عام 1689م حتى 1763م. وفي آخر تلك
الحروب، انتصرت بريطانيا ونجحت في احتلال معظم الممتلكات الفرنسية في أمريكا
الشمالية.
لم يتطوَّر الاستعمار الأوروبي
في بداية القرن التاسع عشر مع أنَّ بريطانيا ضَمَّت عددًا من المستعمرات في
أستراليا، وقد كانت نيوساوث ويلز أول مستعمرة أسترالية تم تأسيسها في