القرن الثامن عشر.. وكان معظم
المستوطنين الأوائل من السجناء الذين أُبعدوا إلى أستراليا عقابًا لهم. وقد أوقف
إرسال السجناء إلى تلك المناطق في منتصف القرن التاسع عشر، وبحلول ذلك التاريخ،
أُنشئت مستعمراتٌ جديدة في كوينزلاند وفان ديمنزلاند (تسمانيا حالياً)، وغربي
أستراليا وجنوبيها، وفكتوريا. أما نيوزيلندا، فإنها لم تصبح مستعمرة بريطانية إلا
عام 1840م.
لم تهدأ النفوس الثائرة بعد كل
هذا.. فقد ساعدت الثورة الصناعية وظهور القومية الأوروبية، على تطور الاستعمار في
نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في كلٍّ من إفريقيا وآسيا، ففي هاتين
القارتين، سعت الدول الصناعية إلى الحصول على المواد الخام لمصانعها، والأسواق
لمنتجاتها الصناعية، كما سعت إلى هاتين القارتين بوصفهما مناطق استثمار جديدة،
وللبحث عن أقطار جديدة تقويها في منافستها للأقطار الأوروبية الأخرى.
فاقتسم إفريقيا كلٌّ من بلجيكا
وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا، ولم يبق من المناطق
الإفريقية مستقلة إلا إثيوبيا وليبيريا.. أما بريطانيا، فقد سيطرت بدورها على
الهند وبورما وما يُعرف الآن بماليزيا.. كما احتلت فرنسا الهند الصينية، وكانت
الهند الصينية الفرنسية تضم كلاّ من كمبوديا ولاوس وفيتنام، وتوسَّع الهولنديون في
الهند الصينية الشرقية. أما الولايات المتحدة، فقد احتلت الفلبين.. وكان هناك تنافسٌ
كبير بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا والولايات المتحدة للسيطرة على جزر
المحيط الهادئ.
وفي نهاية القرن التاسع عشر
وأوائل القرن العشرين، أنشأت اليابان إمبراطوريةً ضمَّت كوريا وتايوان، وخلال
الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، وسَّعت اليابان إمبراطوريتها على حساب بعض
المستعمرات الصغيرة التي كانت تسيطر عليها دول غربية. إلا أنَّ هذه الإمبراطورية
سقطت بعد أن هُزمت اليابان عام 1945م. وتحولت هذه المناطق مرةً أخرى إلى مستعمرات
غربية.