ضربتها الأخيرة القاصمة وهي
الاستحواذ على الأرض والثروات الطبيعية وتقزيم الإفريقي وتفريغه من إفريقيته
وثقافته وتراثه.
وقد شهد مطلع القرن التاسع عشر
بداية التدفق الاستعماري للقارة الإفريقية، وهو نفس التاريخ الذي شهد تدفق
الإرساليات التنصيرية إلى القارة، ومن هذه البعثات التنصيرية جمعية الآباء البيض
التي تأسست في كل من نيجيريا والجزائر سنة 1868 ثم امتدت إلى منطقة البحيرات 1878
وإلى غرب إفريقيا 1885 ومنها جمعية شهودة يهوه، وجمعية برلين التنصيرية، وجمعية
لندن التنصيرية، وجمعية آباء الكنيسة الإنجليزية.. بالإضافة إلى جمعيات الرومان
الكاثوليك.. وغيرها.
سكت قليلا، ثم قال: هناك جريمة
أخرى ما رسناها بكل وقاحة، وهي قريبة من الاستعمار.
قلنا: ما هي؟
قال: النفي.. الإخراج من
الأرض.. الإبعاد عنها..
قلنا: ما تعني؟
قال: لقد كان من الأساليب التي
مارسناه مع من نعتبرهم حشرات وأوباشا وهباء هو النفي والإخراج من الأرض.. لقد
بدأنا، فنقلنا الساخطين سياسياً ودينياً (البيوريتان) إلى أمريكا، ونقلنا المجرمين
والفاشلين في تحقيق الحراك الاجتماعي في أوطانهم إلى أمريكا وأستراليا. وتبعتها
عمليات نقل أخرى تهدف جميعاً إلى تحقيق صالح السوبرمن.. الإنسان الغربي..
منها نقْل سـكان أفريقيا إلى
الأمريكتين لتحـويلهم إلى مادة اسـتعمالية رخيصة.
ومنها نقْل جيوش أوربا إلى كل أنحاء
العالم، وذلك للهيمنة عليها وتحويلها إلى مادة بشرية وطبيعية تُوظَّف لصالح الغرب.
ومنها نقْل الفائض البشري من
أوربا إلى جيوب استيطانية غربية في كل أنحاء العالم،