responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 515

قلنا: ولكنا نرى أن المبشرين من قومنا يذهبون لمناطق المستعمرات ليملأوها بالبشارة؟

قال: صدقتم.. إنهم يذهبون لتلك المناطق ليقولوا لهم بكل وقاحة: دعوا ملككم الأرضي ليأخذه المستعمر، وتنالوا بدله ملكوت السماء..

بل كان لهم فوق هذا دور أخطر بكثير.. يقول الدكتور والتر رودني: (قد كانت البعثات المسيحية جزءاً من قوى الاستعمار إلى حد كبير، مثلها في ذلك مثل المكتشفين والتجار والجنود، وربما يكون هناك مجال للمجادلة حول ما إذا كانت البعثات التبشيرية في مستعمرة ما هي التي جلبت قوى الاستعمار الأخرى أم أن العكس هو الصحيح، ولكن ليس هناك شك في حقيقة أن البعثات (التبشيرية) كانت أدوات الاستعمار من الناحية العملية، وقد كان جونستون المغامر الإمبريالي بكره تلك البعثات (التبشيرية) لكنه قال في الثناء عليها: (كل موقع لبعثة تبشيرية هو تدريب على الاستعمار)

وقد علق سيمونز على دور البعثات التبشيرية في إفريقيا بالقول: (جاء الرجل الأبيض إلى إفريقيا وبيده الإنجيل، وأصبح الإنجيل بيد الزنجي)

إن هذا الأسلوب يذكرنا بالمناديل القرمزية..

قالوا: ما المناديل القرمزية؟

قال: لقد ذكر ايستبان مونتجو، وهو إفريقي هرب من مزرعة كوبيه في القرن التاسع عشر أن شعبه قد وقع في حبائل الرق بواسطة اللون الأحمر، حيث جاء البيض بمناديل قرمزية، وأخذوا يلوحون بها من سفنهم، فاستثارت هذه المناديل السود وصعدوا إلى السفن الأوربية ليحصلوا على هذه المناديل القرمزية فوقعوا في الرق.

وهكذا فعل المبشرون.. إنهم حين يقيمون الكنائس الجميلة وسط الحدائق الخضراء المحاطة بالأشجار الباسقة لا يقصدون بذلك خدمة الرب، وإنما خدمة القوى الاستعمارية التي ارتأت وقف الاسترقاق، واستعمار القارة لضرورات اقتصادية بحتة، فأرادت توجيه

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست