responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104

وهو نظام ينطلق من وجود برامج تنظيمية تيسر تحقيق العدالة التي أمر الله بها، وجعل الهدف الأكبر لسياسة العباد.

قال رجل منا: ألا ترى أن ما ذكرته مجرد مبادئ عامة في السياسة.. أما السياسة في حقيقتها فهي أعظم من ذلك، وأشد تعقيدا[1].

ابتسم الحسين، وقال: لقد خلق الله الحياة بسيطة.. فلا يصح أن نعقدها.

قال الرجل: ولكن المعقد يبقى معقدا.. ولا يستطيع أحد في الدنيا أن يجعله بسيطا.. وإلا حوله عن أصله الذي خلقه الله عليه.

قال الحسين: لقد خلق الله كل شيء على الفطرة.. والفطرة ليس فيها ما تذكره من التعقيدات..

التعقيد يأتي من الذين يريدون أن يتلاعبوا بالحقائق.. ليغشوا الرعية ويسرقوها.

لقد ردد جميع أحفاد الطغاة ما تذكره ليقولوا للرعية المسكينة: الأمر أعقد من أن تفهميه.. فلذلك ليس عليك إلا أن تطيعي.

قال الرجل: أنا لم أستند للطغاة في قولي هذا.. لقد استندت إلى علماء كبار.. علماء يرتدون من العمائم ما لا تستطيع أنت ولا أحد في الدينا أن يرتدي مثلها.. لقد وفقني الله فدرست على يد شيخ منهم.. هو من كبار شيوخ الأزهر.. كان اسمه (علي عبد الرازق).. لقد كتب كتابا في ذلك الحين لم يؤلف مثله من قبل ومن بعد.. سماه (الإسلام وأصول الحكم )..

أذكر أنه كتب كتابه هذا سنة ( 1925 م ) في تلك السنين التي ألغي فيها نظام الخلافة في تركيا.. وكان كتابه ذلك من أعظم هداياه لهم.

قال: أعرف ذلك الرجل.. لقد كان رجلا صادقا.. ولكنه كان مسكينا.. زار ذات مرة تلك


[1] من القائلين بهذا علي عبد الرازق في كتابه (الإسلام وأصول الحكم).. ذلك أنه قال عن نظام الحكم زمن النبي a: (إنه كان موضع غموض وإبهام وخفاء ولبس)

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست