البلاد التي تغرب منها الشمس، فرأى ما فيها من بهرج .. فعمي
عن البهرج الذي فيها عن الحيات التي تسكنها وتوجهها[1].
ومع ذلك.. فقد كان له ناصحون كثيرون[2].. ولعله انتصح لهم.
قال الرجل: لم يكن ذلك الرجل وحده.. لقد قرأت في بعض المصادر
المهمة أن في الإسلام نظريتين: إحداهما تقول بأن الإسلام دين ودولة، والأخرى تقول
أن الإسلام دين روحي.. ولذلك ليس على أي طرف من الأطراف أن يفرض قناعته على غيره.
ابتسم الحسين، وقال: أعلم أن لك تأثرا بالمستشرقين.. فأجبني
عما أسألك عنه.
أرأيت لو أن شخصا قال لك: إن في المسيحية نظريتين في
الألوهية: إحداهما تقول (الآب والابن وروح القدس)، والثانية تقول ( لا إله إلا
الله).. فهل تصدق هذا؟
قال: حسب معلوماتي.. فإن المسيحيين متفقون في الآب والابن ورح
القدس.. ويختلفون في طبيعة المسيح.. ويختلفون في..
قال الحسين: دعني من اختلافهم.. أسألك عن اتفاقهم في كلمة
(الآب والابن وروح القدس)،
قال: هم متفقون فيها.
قال الحسين: وآريوس أسقف كنيسة بوكاليس في الإسكندرية (250 ـ
336 م) لقد كان مخالفا لهذا.. وقد كان له ألوف الأتباع ممن عرفوا بالآريوسيين...
وقد بقي مذهبهم التوحيدي حيا لفترات زمنية طويلة...
[1] يذكر بعضهم أن علي عبد
الرازق ذهب قبل تأليفه إلى بريطانيا، وأقام فيها عامين.. ومن أجل هذا وغيره ذهب
فضيلة الشيخ ( محمد بخيت ) رحمه الله إلى أن الكتاب ليس من تأليف (على عبد
الرازق)، ورجح الدكتور (ضياء الدين الريس) بأن مؤلف الكتاب الحقيقي هو مستشرق
إنجليزي يهودي الأصل، وهو (مرجليوث) ومن هنا أطلق عليه الأستاذ أنور الجندي (
حاشية على عبد الرازق على بحث مرجليوث )
[2] صدرت كتب عديدة ترد على
الكتاب وحوكم مؤلف الكتاب أمام هيئة كبار العلماء بالأزهر.