قال: المسؤولية الثالثة هي المعصية في المنكر.. فقد عرفنا أن
الله هو الحاكم الأعلى للمسلمين.. وما الخلفاء إلا نواب.. ولا يصح أن يعصى الحاكم
الأعلى بطاعة النائب الأدنى.
وقد ورد في النصوص الكثيرة ما يدل على هذا.. فقد ورد في الحديث
أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعث سرية، فاستعمل رجلا من
الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه فغضب، فقال: أليس أمركم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن تطيعوني قالوا: بلى قال: فاجمعوا لي
حطبا فجمعوا فقال: أوقدوا نارا فأوقدوها فقال: ادخلوها، فهموا، وجعل بعضهم يمسك
بعضا، ويقولون فررنا إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم من
النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: ( لو دخلوها ما خرجوا منها إلى
يوم القيامة، الطاعة في المعروف)[1].. فهذا الأمير أمر أصحابه بما
يجلب المضرة لهم، وينفي مصالحهم، فأمرهم a بمعصيته في ذلك، بل أخبر أنهم لو أطاعوه فدخلوا النار ما خرجوا
منها.
وقال a
يذكر قاعدة ذلك:( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر
بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)[2]، وقال : ( لا طاعة لبشر في
معصية الله)[3]
قلنا: عرفنا المسؤولية الثالثة.. فما الرابعة؟
قال: المسؤولية الرابعة هي عزل الوالي إن أساء..
قاطعه الرجل الذي له علاقة بالفقهاء، وقال: كيف تقول ذلك..
وقد ورد في الحديث قوله a:(
إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها) قالوا : يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منا