responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118

ذلك؟ قال:(تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم)[1]

قال الحسين: صدق رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وليس الشأن فيما قال، ولكن الشأن في أن نفهم ما قال.

قال الرجل: فما الفهم الصحيح الذي تراه لهذا؟

قال الحسين: لقد أمرنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن نطيع الولاة.. لأنه لا يمكن أن تنتظم أمور حياتنا من غير ذلك..

وهذه الطاعة قد يعترضها أحيانا ما يشوشها.. وهذا لا حرج فيه.. فالحاكم بشر.. وقد يخطئ وقد يصيب.. ولو أن كل حاكم أخطأ خطأ بسيطا عزل وأهين لما قامت للولاية سوق.. ولصرنا نطلب من الله أن يرسل لنا أنبياء ليحكمونا.

بالإضافة إلى أن الحقوق قد تلتبس.. فالبعض يتصور ما ليس له بحق حقا.. وطاعة ذلك تؤدي إلى محالة إلى سيطرة الأهواء .. وسيطرة الأهواء لا تؤدي إلا إلى الفتنة.

بالإضافة إلى أن للأوضاع المختلفة تأثيرها في تصرفات الحاكم.. وقد أشار رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى ذلك في قوله:( إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار) [2]

وهذا كله لا يعني عدم الوقوف في وجه الحاكم إن أخطأ.. بل قد ذكر الفقهاء العدول أن على الأمة أن تفعل ذلك بكل ما أوتيت من قوى[3]..


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] ذكرنا أمثلة عن ذلك في فصل (مسؤولية) من هذه الرسالة.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست