قال آخر: بلى.. هناك نظام تعليمي.. وهو نظام تقليدي.. يعتمد
على تحفيظ المعارف الدينية.
قال آخر: نعم.. نعم.. لقد عرفته.. إن دوره هو تكوين الفقهاء
المتزمتين، والقضاة الجائرين..
قاطعهم الحسين، وقال: اصبروا.. ما بالكم تسارعون للشبهات..
إن الحقائق التي نطقت بها كل الأدلة تبين أن النظام التعليمي الذي جاء به الإسلام
من أول يوم كان أكمل نظام وأعدل نظام وأحق نظام[1]..
لقد عبر القرآن الكريم في أول الآيات نزولا عن أركان هذا
النظام، فقال :﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
(العلق)
إن هذه الآية الكريمة تلخص المنهج الذي قام عليه النظام
التعليمي الإسلامي.. فقد قام على ربط المعارف والعلوم المتنوعة بالله وبالنظام
الذي رضيه الله لعباده.
قال رجل منا: وما علاقة العلوم بالله، وبالنظام الذي وضعه
الله.
قال الحسين: إن العلوم التي تنشأ بعيدة عن الله وعن النظام
الذي اختاره الله لعباده تنشأ ممتلئة بالمحق.. فلذلك لن تنتج إلا الهلاك والدمار..
ولعلكم رأيتم ما أثمرته العلوم في عصرنا من أنواع الدمار.
قال الرجل: ورأينا ما أثمرته من أنوع البناء والعمران.
قال الحسين: إن البناء الذي بنته هذه الحضارة الزائفة يمكن
أن تخربه في أي لحظة.. فهي تمتلك من أنواع الجنون ما يقضي على كل ما بنته.
قال الرجل: فكلامك هذا لا يعني إلا أن الإسلام لا يتبنى في
نظامه التعليمي ما تبنته هذه
[1] راجع التفاصيل المختلفة
المرتبطة بالنظام التعليمي الإسلامي في الرسائل التالية: (النبي الإنسان)، (النبي
الهادي)، (ثمار من شجرة النبوة).. وغيرها.. ولذلك سنختصر الكلام عليه هنا.