قال الحسين: لا.. هو يتبنى كل ذلك.. بل هو يدعو إلى كل ذلك..
ولكنه يربطه بالله.. ويربطه بالأخلاق والقيم الرفيعة.. فالعلم الذي لا يربطك
بالله، ولا يجعلك نافعا لعباد الله لا بركة فيه.
فهذه الآية الكريمة تشير إلى أن العلوم التي كان يبثها ذانك
الملكان (هاروت وماروت) من العلوم التي تصف حقائق كونية.. كتلك الحقائق التي توصل
إليها علماء عصرنا.. وقد كانت تلك العلوم تحمل ثمارا طيبة خيرة يمكن أن تستفيد
منها البشرية، وتحمل في نفس الوقت ثمارا خبيثة يمكن أن تتحول إلى شر محض.. ولهذا،
فإن هذين الملكين كانا ينبهان كل من يدرس على يديهما تلك العلوم إلى المحاذير التي
تنطوي عليها المعارف التي يدرسونها.. فالعلم وحده إن لم يصحبه التوجيه الأخلاقي
سيكون وبالا على أصحابه..
ولهذا فإن النظام التعليمي الإسلام ارتبط بالأخلاق وقيد
العلم بها.. واعتبر انتفاع صاحبها بعلومه منوطا بمدى أخلاقيتها ومدى صدقه في
تلقيها وفي تبليغها: