فالرسول a كان يقول في
دعائه:( اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع)[1]
وكان يقول a:( كل علم
وباله على صاحبه إلا من عمل به)[2] وفي رواية مرفوعا:(
أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه)
وأخبر a أنه « يجاء
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه[3] فيدور بها كما
يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما شأنك أليس كنت
تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالخير ولا آتيه وأنهاكم عن
الشر وآتيه)[4]،
وضرب a للذي لا يعمل
بعلمه مثلا، فقال:( مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء على
الناس وتحرق هي نفسها)[5]
قال الرجل: ولكن لم حصر الإسلام العلوم في العلوم الدينية؟
ابتسم الحسين، وقال: لأن كل العلوم في الإسلام علوم دينية..
فالمسلم وهو يدرس الكون يتعرف من خلاله على المكون.. وعندما يبحث في الكون عن
الأدوات التي تيسر عليه الحياة يبحث في الحقيقة عن فضل الله الذي خبأه له في
مكوناته.
ولذلك فإن المسلم لا ينحجب بالعلم عن الله.. بل يزداد له
معرفة.. ويزداد به اتصالا.