قال آخر: لقد سمعت به.. إنه لا يختلف كثيرا عن نظام الشرطة
عندنا..
قال آخر: ليته كان كذلك.. لقد سمعت أنه نظام ليس له من قصد
إلا التدخل في شؤون الناس الداخلية.
قال آخر: فهو نظام قمع إذن.
قال آخر: أجل.. لقد سمعت بأن المستبدين أنشأوه ليضربوا
الرعية بعضها ببعض.
بعد أن ألقى أصحابي السجناء ما عندهم من الشبهات قام الحسين،
وقال: مهلا.. مهلا.. فلا ينبغي أن نتحدث في شيء لم نؤت علمه.
قال رجل منا: فعلمنا علمه.
قال: نظام الحسبة نظام لم ينشئه المستبدون ولا الظلمة[1] .. بل هو نظام سام أنشأه رسول
الله a.. أنشأه بأمر من الله تعالى
ليحفظ للمجتمع الإسلامي صفاءه وطهارته ونقاءه..
لقد نص القرآن الكريم على هذا النظام في قوله تعالى ـ وهو
يدعو الأمة المسلمة إلى أن تتخذ منها طائفة صالحة لا هم لها إلا أمرها بالمعروف
ونهيها عن المنكر ـ :﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (آل عمران:104)
ونص عليه، وهو يعدد أوصاف المسلمين الأساسية، قال تعالى
:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ و
[1] نحن نتحدث هنا عن الأنظمة
كما وصفها الإسلام بأصوله المقدسة، أما التطبيق التاريخي الخاطئ للأنظمة
الإسلامية، فلا علاقة لنا به لأنه لا علاقه له بالإسلام.