ونص عليه، وهو يبين مصدر خيرية هذه الأمة ورساليتها، قال
تعالى:﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ
أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ
الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110)
ونص عليه، وهو يبين شروط التمكين، وصفات الممكن لهم، قال
تعالى:﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41)
ونص عليه بعد ذلك، وهو يبين أسرار الانحطاط الذي وقعت فيه
المجتمعات والأمم، قال تعالى :﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ
فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ
يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ
أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ
كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا
اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ﴾
(المائدة).. فاللعنة التي حصلت لبني إسرائيل لا تعني الجانب الغيبي فقط.. بل لها
حظ كبير في عالم الشهادة..
وبعد ذلك كله.. وتحقيقا لأمر الله تعالى.. جاءت الأوامر
الكثيرة من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
تأمر الأمة بأن تتحمل مسؤولية إصلاح كل خلل يقع فيها:
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : ( ما من رجل ينعش بلسانه حقا، فعمل به
بعده إلا جرى عليه أجره إلى يوم القيامة، ثم وفاه ثوابه يوم القيامة)[1]