قال: هل ترون في أي من بلاد من بلاد الدنيا من يتهرب من
ولاية القضاء؟
قلنا: لا.. بل نراهم متزاحمين على طلبه.
قال: لم؟
قلنا: للمكاسب الكثيرة التي يحصل عليها القضاة.. بالإضافة
إلى الجاه العريض الذي يتاح لهم في المجتمع.
قال: ألا يخاف هؤلاء من الجور أو الظلم في أحكامهم؟
قلنا: هم يحكمون بناء على ما لديهم من قوانين.. ولا يهمهم
عدلت تلك القوانين أو جارت.
قال: فتلك أول الخيانة؟
قلنا: كيف؟
قال: أول الخيانة ـ بحسب ما علمنا ديننا ـ أن يدخل المرء
شيئا من غير أن يحتسب أجره من الله فيه.. ومن غير أن يستعين بالله عليه.. ومن غير
أن يستعيذ بالله من شره.
قلنا: فكيف أنبت الإسلام شجرة هذا في نفوس أتباعه؟
قال: لقد ورد في النصوص المقدسة الكثيرة عن نبينا a التنفير من تولي القضاء لمن لم يكن له
من القوة والأمانة ما يكفي لتوليه:
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ( من ولي القضاء أو جعل قاضيا بين
الناس، فقد ذبح بغير سكين)[1]
وفي حديث آخر قسم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم القضاة، فقال: (القضاة ثلاثة : واحد في
الجنة،
[1] رواه أبو داود والترمذي
واللفظ له وقال حسن غريب ، وابن ماجه والحاكم وصححه.