قلنا: نحن نعتبر ذلك من دلائل الحضارة.. فللمتهم الحق في أن
يدافع عن نفسه، وله الحق في أن يوكل من يدافع عنه.
قال: له الحق في أن يدافع عن نفسه بالحق لا بالباطل.. فهل
ترون كل هؤلاء المحامين لا يدافعون عن المستضعفين؟
قال رجل منا: هم يدافعون عمن يدفع لهم.. ولا يهمهم هل هو
مستضعف أم مستكبر.. بل إنهم أميل إلى المستكبر منهم إلى المستضعف.. فللمستكبر من
القوة والمال والنفوذ ما يجعلهم ينجذبون إليه.
قال: لكن شريعة العدل التي أنزلها الله على نبيه a تحرم كل ذلك.. هي تعتبر هذا من الإعانة
على الظلم، ومن التشجيع عليه.. فلذلك تحصر المحاماة في الدفاع عن أهل الحق لا عن
أهل الباطل.
لقد وردت النصوص المقدسة تذكر ذلك وتشدد عليه:
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (من أعان على خصومة بغير حق كان في
سخط الله حتى ينزع)[1]
وقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله)[2]
وقال : (مثل الذي يعين قومه على الحق كمثل بعير تردى في بئر
فهو ينزع منها بذنبه)[3]
وقال:( أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في
غضب الله حتى ينزع، وأيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند
الله حقه وحرص على