من الإثم.. قال تعالى يصف نعيم أهل الجنة:﴿
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) (الطور)،
أي: يتعاطون فيها كأسا من الخمر لا يتكلمون عنها بكلام لاغ ولا هَذَيَان ولا إثم
ولا فُحْش، كما يتكلم السكيرون من أهل الدنيا.
وقال في آية أخرى يصفها :﴿ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزفُونَ (الصافات : 46 – 47)، وقال:﴿ لا يُصَدَّعُونَ
عَنْهَا وَلا يُنزفُونَ) (الواقعة: 19)
انظروا كيف نزه الله خمر الآخرة عن قاذورات خمر الدنيا
وأذاها، فنفى عنها صداع الرأس، ووجع البطن، وإزالة العقل بالكلية، وأخبر أنها لا
تحملهم على الكلام السيئ الفارغ عن الفائدة المتضمن هَذَيَانا وفُحشا، وأخبر بحسن
منظرها، وطيب طعمها ومخبرها..
وكان ذلك كله علاجا لما تمليه الشياطين على نفس الإنسان من
حب الخمر وعشقها والتفاني فيها والإدمان عليها.
ولم تكتف الشريعة بتحريم الخمر، بل حرمت كل الوسائل المؤدية
إليها، فقد ( لعن رسول الله الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها
ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها)[1]
وفي حديث آخر : ( لعن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها
وشاربها وحاملها والمحمولة له وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشترى
له[2].
وفي حديث آخر: (إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها
وحرم الخنزير وثمنه)[3]
وفي حديث آخر: ( لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم
الشحوم فباعوها وأكلوا