responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 252

وقال: (الدنيا خضرة حلوة، من اكتسب فيها مالا من حله وأنفقه في حقه أثابه الله عليه وأورده جنته، ومن اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه أورده الله دار الهوان، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة، يقول الله تعالى :﴿ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ﴾ (الاسراء: 97)[1]

وقال: ( لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا من سحت والنار أولى به)[2]

وقال: ( لا يربو لحم نبت من سحت[3] إلا كانت النار أولى به)[4]

بعد ذلك اعتبرت كل من شارك في الحرام آكلا له.. قال رسول الله a:( من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد اشترك في عارها وإثمها)[5]

بعد كل ذلك شرعت الشريعة الحكيمة العقوبة الشديدة التي تردع النفوس التي لا يردعها إلا الألم.. وقد وضعت من الضوابط التي تحفظ ذلك ما يقيها من كل استعمال سيء.. وهي ضوابط دقيقة ترتبط بالسّارق.. وبالمسروق منه .. وبالمال المسروق.. وبجميع الملابسات المرتبطة بالجريمة.. حتى يؤدي هذا الحكم الغرض الذي قصد منه.

قلنا: فما هذا الألم الذي شرعته الشريعة لذلك.. ووضعت له كل هذه الضوابط؟

قال: لقد عبر القرآن الكريم عن ذلك في قوله تعالى :﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38).. فهذه الآية تنص على أن كلا من السارق والسارقة اللذين توفرت فيهما صفات الجريمة يعاقبان بقطع اليد.

لست أدري كيف صحت من غير أن أشعر: تقطع يده!؟.. إن ذلك لشديد.


[1] رواه البيهقي.

[2] رواه ابن حبان في صحيحه.

[3] السحت: الحرام ، وقيل الخبيث من المكاسب.

[4] رواه الترمذي، وفي رواية بسند حسن : ( لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام)

[5] رواه البيهقي، قال الحافظ المنذري : في إسناده احتمال للتحسين ويشبه أن يكون موقوفا.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست