قلنا: حدثتنا عن عقوبة القتل العمد.. فحدثنا عن عقوبة القتل
الخطأ.
قال: لقد نص الله تعالى على هذه العقوبة، فقال :﴿
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ
مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى
أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً
مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ (النساء: 92)
فهذه الآية الكريمة تنص على عقوبتين لمن قتل خطأ:
أما أولاهما، فترتبط بأهل القتيل من تعويض الضرر الذي أصابهم..
وهي عقوبة مالية أوجبها الاسلام ـ مع كون القتل خطأ ـ احتراما للنفس حتى لا يتسرب
إلى ذهن أحد هوانها، وليحتاط الناس فيما يتصل بالنفوس والدماء، ولتسد ذرائع
الفساد، حتى لا يقتل أحد أحدا ويزعم أن القتل كان خطأ.
وأما الثانية، فترتبط بالقاتل في نفسه من حيث تهذيبه حتى لا
يعود فيقع في مثل هذه الأخطاء الشنيعة، وهي مرتبة كما ذكرها القرآن الكريم من عتق
الرقيق، أو صيام شهرين متتابعين.
قال رجل منا: عرفنا العقوبة.. ولكنا لم نعرف على من تطبق.
قال: لقد ذكرت لكم أنها تطبق على من قتل خطأ.
قال الرجل: فكيف نفرق بين القاتل المتعمد والقاتل المخطئ؟
قال: القاتل المخطئ هو أن يقوم بشيء مباح، ولكنه يؤدي من حيث
لم يقصد إلى القتل..