قال: العالم الحقيقي هو العالم الذي لا يكتم علمه.. إنه الذي
يسعى لينتشل الرعية من ظلمات الجهل إلى نور العلم.. فأعظم جور هو ترك الرعية
لجهلها.. والرعية الجاهلة لا تعرف حقوقها، لذلك لا تستطيع أن تطالب بها.
لقد ورد في النصوص المقدسة التأكيد على هذا الواجب المناط
بأعناق العلماء.. وقد اعتبرت هذه النصوص قعود العالم عن هذه الوظيفة الخطيرة
كتمانا للعلم.. وتوعدت عليه بأشد الوعيد:
لقد قال الله تعالى يذكره ويشدد في ذكره: ﴿ إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ
مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(160)﴾ (البقرة)
انظروا كيف اشترطت الآية لقبول توبة هؤلاء أن يبيبنوا
ويعلموا..
وعلى هذا النهج أخبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن العذاب الشديد الذي ينتظر القاعدين
عن وظيفة التعليم، قال a : (
من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار، ومن قال في