فبالنسبة للماليك الذي كانوا يهانون في
كل الشرائع ويذلون ويمنعون من أبسط حقوقهم احترمهم الإسلام وأعطاهم جميع ما
يحتاجونه من حقوق مما قد يفتقر إليه الأحرار في عالمنا هذا[1].
فقد أمر a المالك أن يطعم مملوكه ويكسوه، مما يأكل
ويلبس، وأن لا يكلفه من العمل ما لا يطيق، ففي الحديث أن الرسول a قال :( خولكم إخوانكم جعلهم الله تحت
أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما
يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم )[2]
وقال:( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه،
فليناوله لقمةً أو لقمتين أو أكلةً أو أكلتين؛ فإنه ولي علاجه )[3]
وقال :( كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن
يملك قوتهم)[4]
وفوق هذا نهى a أن ينادى العبد بما يدل على
تحقيره واستعباده، فقال a
:( لا يقل أحدكم عبدي أو أمتي، وليقل فتاي وفتاتي، وغلامي)
ونهى a عن ظلمهم وإذيتهم، بل رتب الكفارة على
ذلك، ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(
من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه )
وعن أبي مسعود الأنصاري قال: بينا أنا
أضرب غلاما لي إذ سمعت صوتا من خلفي، فإذا هو رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول :( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر
عليك منك على هذا الغلام )، فقلت: هو حر لوجه الله، فقال :( لو لم تفعل لمستك
النار )
[1] انظر التفاصيل المرتبطة
بهذا في رسالة (رحمة للعالمين) من هذه السلسلة.