responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 396

ثامنا ـ التنوع

في اليوم الثامن، صاح السجان بصوته المزعج قائلا: في هذا المساء.. سيساق إلى الموت (النّفس الزّكيّة)[1].. وقد رأت إدارة السجن أن تسمح لجميع السجناء بتوديعه والجلوس إليه بشرط ألا يخترقوا قوانين السجن.. ومن يخترقها فسيتحمل مسؤولية خرقه.

بمجرد أن فتحت أبواب الزنازن أسرع السجناء إلى ساحة السجن حيث سبقهم النّفس الزّكيّة.. والبسمة على شفتيه.. والسرور باد على وجهه.

لقد تذكرت بمرآه صورة سميه المجاهد البطل (النّفس الزّكيّة)..

تذكرت تلك اللحظات المريرة التي تم فيها استشاهده.. بل تلك اللحظة التي أظهر فيها


[1] أشير به إلى محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ،ولد بالمدينة المنورة سنة 100 هـ كان كثير الصوم والصلاة، شديد القوة.

أمام الواقع المأساوي الذي أصاب الأمة، وأمام الإلحاح الشديد من الأنصار بإعلان الثورة، خرج محمد النفس الزكية من مخبئه في أول رجب سنة 145هـ، وفاجأ الناس والوالي العباسي بالظهور، وقد حرص – كعادة أهل البيت -على أن تكون ثورته سلمية فمنع أصحابه من سفك الدماء والتعذيب والتنكيل محدّداً أهدافه بحرب الطاغية المنصور، وإقامة دولة الله، وقد قال في الخطبة التي ضمنها أهداف خروجه: (..اللهم إنهم قد أحلّوا حرامك، وحرّموا حلالك، وآمنوا من أخفت، وأخافوا من آمنت، اللهم فأحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا... أيها الناس إني والله ما خرجت من بين أظهركم، وأنتم عندي أهل قوة ولا شدة، ولكني اخترتكم لنفسي، والله ما جئت هذه وفي الأرض مصر يُعبد فيه الله إلا وقد أخذ لي منه البيعة)

وقد وقف بجانبه الكثير من العلماء، ومنهم « مالك بن أنس » الذي أصدر فتوى تجيز للناس التحرّر من بيعة المنصور إلى مبايعة النفس الزكية، وقد برّر ذلك قائلاً: « إنما بايعتم مُكرَهين، وليس على كل مكره يمين ».. وكان لهذه الفتوى أثرها في إقبال الناس.

وقد أرسل إخوته وأبناءه إلى الأمصار الإسلامية لأخذ البيعة: ابنه الحسن إلى اليمن، علي إلى مصر، وعبدالله إلى خراسان، وأخوه موسى إلى الجزيرة، ويحيى إلى الري وطبرستان، وإدريس إلى المغرب، وإبراهيم إلى البصرة..

استشهد عند أحجار الزيت موضع قرب المدينة على يد جيش أبي جعفر المنصور، واحتزوا رأسه، وقبر بالبقيع. وكان عمره خمسا وأربعين سنة.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست