قال النفس الزكية: لا.. لم أخرج.. هذا نموذج عن تعامل
الإسلام مع التنوع الفطري..
لقد انتشر بين الناس، ولفترة طويلة ما يسمى بالمساواة بين
الرجل والمرأة.. وهذا خطأ كبير.. نتج عنه خطر كبير.. فالمرأة التي نريد أن نساويها
بالرجل سنقضي على خصائصها وشخصيتها لتتحول بعد ذلك إلى مسخ.. فلا هي رجل.. ولا هي
امرأة..
قال الرجل: أما إن قلت ذلك.. فقد صدقت.. ولم يكن قصدي من
سؤالك إلا الوصول إلى هذا.. وقد كنت طبيبا، ورأيت من الفروق بين الرجل والمرأة ما
يؤيد ما ذكرت.
التنوع الكسبي
قلنا: حدثتنا عن التنوع الأول.. فحدثنا عن التنوع الثاني..
ما تريد به؟
قال: التنوع الثاني لا يرتبط بالفطرة.. وإنما يرتبط بالكسب..
والعاقل هو الذي يحترم اختيار الإنسان ما دام هذا الاختيار لا يضر بمصالح الآخرين.
قلنا: ما تعني؟
قال: لقد ورد في الحديث ما يوضح هذا المعنى.. فقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :( مثل القائم على حدود الله والمداهن
فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم
أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين
في أعلاها: لا ندعهم يصعدون فيؤذونا، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ
من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا
جميعا)[1]