قال: لقد رأيت المسالك التي سلكتها البشرية لتقضي بها على
الانحرافات المختلفة بأنواعها جميعا: النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية..
وغيرها.. وقد وجدت أن كل تلك المسالك باءت بالفشل..
وقد بحثت في سر ذلك الفشل فوجدته يرجع إلى أمرين:
أما أولهما، فهو أن الذي يضع تلك القوانين بشر كالبشر.. هو
غريق مثلهم.. ولذلك لن يستطيع الغريق أن ينقذ الغريق..
وأما الثاني، فقد وجدت أن البشر لا يسلمون أنفسهم إلا لمن هو
فوقهم.. أو لمن يرون له من القدسية ما يجعله أهلا لأن يطاع..
لقد كان هذان الأمران هما دليلي إلى ركن الربانية.. وكونه
ركنا أساسيا لا يصح أن تخلو منه شريعة من الشرائع أو قانون من القوانين..
لقد رأيت أن البشرية الغريقة لن ينقذها إلا إله خبير مقدس..
له من السلطة ما يفرض به قوانينه على عباده، فإن أحسنوا جازاهم.. وإن أساءوا
عاقبهم.
ولم أجد هذا الوصف إلا عند إله المسلمين.. وفي شريعة
المسلمين.
الخبرة:
قلنا: فحدثنا عن الخبرة.
قال: لاشك أنكم تعرفون مدى التخبط الذي وقعت فيه البشرية عند
بحثها عن الإنسان.. ولاشك أنكم عرفتم المدارس الكثيرة التي تاهت وهي تبحث عن حقيقة
الإنسان[1].
[1] ذكرنا كثيرا من هذه المدارس
في رسالة (سلام للعالمين) من هذه السلسلة.