قال النفس الزكية: كل هدف الإسلام أن يرى البشر جميعا
الحقائق بأعينهم ليؤمنوا بها.. ويدخلوا في دين الله أفواجا.
قال الرجل: فالإسلام يلغي التنوع إذن.. ولا يقر به.
قال النفس الزكية: التنوع الذي يريده الإسلام هو التنوع
الصحيح.. لا التنوع الزائف.. هل ترى الأستاذ النصوح يود أن يكون في تلاميذه المقصر
والجاهل بحجة احترام التنوع في تلاميذه.
قال الرجل: لا..
قال النفس الزكية: فما التنوع الذي يريده الأستاذ من
تلاميذه؟
قال الرجل: هو تنوع المواهب والتخصصات والقدرات.
قال النفس الزكية: فهذا هو التنوع الإيجابي الذي يريده الإسلام
من البشر.. لكن التنوع الآخر لا يرضاه..
قال الرجل: تقصد أن المسلم يضيق بالآخر.
قال النفس الزكية: المسلم النصوح يحزن للآخر.. ويأسف له..
ويتمنى من كل قلبه أن يعرض عن جهله ليقبل على الله بكليته.. لقد كان هذا حال رسول
الله a وحال ورثته.. لقد ذكر الله ذلك،
فقال :﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)﴾ (الكهف)، وقال :﴿ فَلا
تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ (فاطر:8)، وقال :﴿ وَلا
تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ (النحل:127)، وقال :﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ
نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ (الشعراء:3)
قال الرجل: ألا ترى أن هذا الحزن والضيق يلجئه إلى استعمال
العنف في سبيل إلجاء الآخر إلى الإسلام؟