ولهذه وردت النصوص الكثيرة تطالب المؤمنين بالإطعام.. والحض
على الإطعام.. وتربطه بالعبادات المختلفة حتى لا يبقى جائع بين المسلمين..
اسمعوا هذه الأوصاف التي يصف الله بها المجرمين، قال تعالى
:﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ
الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ
نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)﴾
(المدثر)
واسمعوا لهذا الحل الذي يضعه الله بين يدي عباده إذا ما
أرادوا تجاوز العقبة التي تحول بينهم وبين مرضاته :﴿ فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ
إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ
مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
(18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)﴾ (البلد)
واسمعوا لهذا الذم الشديد للذي انشغل بما تطلبه نفسه
الممتلئة بالشهوات عن المستضعفين والمحتاجين، قال تعالى:﴿ كَلَّا بَلْ لَا
تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا
جَمًّا (20)﴾ (الفجر)
وبمثل ذلك وردت الوصايا الكثيرة من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، والتي ظلت تقرع آذان المسلمين أجيالا
طويلة، لتربي فيهم من معاني التكافل ما لم تستطع جميع قوانين الدنيا أن تربيه:
ففي الحديث أن رجلا سأل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: أي الإسلام خير؟ قال :( تطعم
الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)[1]