وروي أن رجلا شكا إليه a قسوة قلبه، فقال:( امسح رأس اليتيم،
وأطعم المسكين)[1]
تكافل الأمة
قلنا: وعينا هذا.. فحدثنا عن التشريعات التي وضعها الإسلام
لتكافل الأمة.. وما تعني بالأمة أولا؟
قال: الأمة في المفهوم الإسلامي تعني جميع المسلمين باختلاف
ألوانهم وأعراقهم ومذاهبهم ولغاتهم وبلدانهم.. فكل من كان مسلما كان من أمة
الإسلام.. ووجب على المسلمين جميعا القيام بحقوقه..
ولهذا، فإن مفهوم الأمة في الإسلام هو الذي حفظ الإسلام لا
الدولة.. ولا القوانين.. ولا الجيوش.. فالدول تدال.. والقوانين تخرق.. والجيوش
تنهزم.. أما تلك الجذوة التي تتقد في قلوب المؤمنين نحو بعضهم بعضا، فلا يمكن أن
تخرق ولا أن تحرق ولا أن تنطفئ.
نعم.. قد يخفت نورها.. ولكنه لا ينطفئ.. فسرعان ما تهب عليه
أرياح التوجيهات المقدسة لتعيد لشعلة الحب نورها واتقادها وإشراقها.
لقد أشعل تلك الجذوة تلك النصوص المقدسة التي تجعل المسلمين
ـ مهما تناءت ديارهم ـ إخوة، قال تعالى:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)﴾
(الحجرات)
وقال يمن على عباده المؤمنين بتلك الألفة التي ربط بها بين
قلوبهم :﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى
شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ ت