بل قال مبينا خطورة الغفلة عن مصالح المسلمين :( من لا يهتم
بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه
ولعامة المسلمين فليس منهم)[1]
قلنا: هذه التوجيهات.. فما التنظيمات؟
قال: لقد وضع الإسلام كثيرا من التشريعات التي تنظم التكافل
حتى يؤدي الغاية المرجوة منه.. فمن التكافل ما ألزم به الأفراد.. ومنه ما ألزم به
المجموع.. ومنه ما جعله تطوعا يتنافس فيه الأفراد والجماعات.
الإلزام الفردي:
قلنا: فحدثنا عن التكافل الذي ألزم به الإسلام الأفراد.
قال: من ذلك الزكاة.. وهي ركن أساسي من أركان الدين.. وهي فريضة إلزامية فرضها
الله على المسلم دينا وجعل للدولة الحق في أخذها منه قهرا إذا هو امتنع عن أدائها.
لقد قال تعالى يبين عاقبة من يتهاونون في هذا الركن من أركان
الدين :﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا
بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ (آل عمران:180)
لقد بين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المراد من هذه الآية، فقال :( مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالا فَلَمْ
يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له شُجَاعًا أقرعَ له زبيبتان، يُطَوّقُه يوم القيامة،
يأخذ بلِهْزِمَتَيْه - يعني بشدقَيْه - يقول: أنا مَالُكَ، أنا كَنزكَ)، ثم تلا
هذه الآية[2].
وقال a في
بيان هذه الآية: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا