والحل الذي يقترحه مستر دالاس بعد هذه التصريحات عبر عنه
بقوله : ( لن تكون هناك فائدة من إنشاء (أصوات أمريكا) أخرى عالية الصوت، إلا إذا
كان لدينا شيء نقوله، يكون اكثر إغراء مما قيل حتى الآن!.
وإيجاد هذه الرسالة هو قبل كل شيء مهمة الزعماء الروحيين
لأمتنا. وبعثورهم عليها يستطيعون أن يساهموا بشكل حاسم في الإحباط السلمي للأساليب
الشريرة، والخطط التي تعدها الشيوعية السوفييتية.
إن كثيراً من الوعاظ والمعلمين يأسفون لأن المعرفة العلمية
قد زادت قدرة الإنسان على الأذى إلى درجة كبيرة. ولا يجب أن نصدق ان المعرفة في حد
ذاتها شيء يمكن الهرب منه.
إن القوة المادية الكبيرة تكون خطرة في عصر المادية فقط؛
وليس في عصر روحي. والمعرفة العلمية الجديدة خطرة اليوم لأنها حدثت في وقت أخفقت
فيه الزعامة الروحية أن توضح الصلة بين العقيدة والعمل. ولعله يكون اكثر أهمية لو
أن العبادة الروحية تطورت بدلاً من محاولة وقف التقدم العلمي، او الرجوع به
القهقري ).
وفي الأخير.. بعد كل هذا يرى أن الحل يكمن في الكنيسة.. فهو
يقول : ( هذا هو التحدي النهائي لكنائسنا ومنظماتنا السياسية وللرأسماليين عندنا،
ولكل فرد يخاف الله، او يحب بلده! )
ابتسم خبيب، وقال[1]: سلني أنا عن الكنائس.. أنا
الذي ربيت فيها.. ولدي من المعرفة بقدراتها ما جعلني أطمئن اطمئنانا تاما إلى أنها
أعجز من أن تؤدي هذا الدور الخطير..
إن الكنائس لم يعد لديها من المسيحية ـ منذ ما أفسدها بولس
أولاً، وقسطنطين ثانياً،
[1] هذا الكلام ملخص بتصرف من
كتاب (المستقبل لهذا الدين) لسيد قطب.