قل: بسم اللَّه رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك
قتلتني.
فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه عَلَى جذع، ثم أخذ سهما مِنْ
كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال : ( بسم اللَّه رب الغلام)، ثم رماه
فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فأتي
الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد واللَّه نزل بك حذرك: قد آمن الناس. فأمر
بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عَنْ دينه فأقحموه
فيها أو قيل له اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها
فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك عَلَى الحق[1].
بعد أن أنهى السجان حديثه، تقدم مدير السجن، وقال: سبحان
الله.. لقد كان هذا الحديث هو الذي دلني على الخطة التي خططتها..
لقد رأيت كيف أثرت التضحية في سبيل المبدأ في الناس، وكيف
آمنوا جميعا، فقلت في نفسي: من الخطأ العظيم أن أترك هذه الدماء الزكية التي
يطلبها المجرمون تمر هكذا دون أن تستثمر.. فلذلك فعلت ما فعلت..
^^^
بعد أن حدثنا مسؤول السجن هذه الأحاديث التي ملأتنا بالعجب..
جاء رجل، وأخذ ينادي على من يؤذن له في الخروج.. وقد خرج ـ بحمد الله ـ أكثرنا..
ومن بقي منا بدت عليهم من علامات السرور والطمأنينة ما كان محجوبا.. وقد عومل مع
ذلك من المسؤولين عن السجن أحسن معاملة.
بعد أن خرجنا رأينا الحياة في المدينة ممتلئة بمظاهر
الاستبشار والفرح والسعادة..
لم أتجاسر أن أسأل الكبار عما حصل خشية أن أتهم أي تهمة،
ولهذا استوقفت صبيا