اقتربت مع برنارد نحو الشيخ، وسأله برنارد قائلا:
أهلا ومرحبا بك في بيتك بين أبنائك وخدمك وأطبائك.
رد الشيخ التحية، ثم قال: أهذه الدار التي أسسها
(برنارد بيرجمان) للمسنين.
قال برنارد: أجل.. هذه هي الدار التي أسستها لخدمتكم،
وتوفير كل أصناف الرعاية لكم.. وعندنا ستنسى كل ألم، وستحضى بكل عناية.
قال الشيخ: شكرا جزيلا.. أرى أن هذه الدار محل صالح
ليقضي المرء فيها ما بقي له من عمر.
ما قال ذلك حتى سمعنا ضجة خارج (دار المسنين)، فأسرعت
مع (برنارد بيرجمان) وجميع العمال نبحث عن سرها.. فوجدنا جمعا كبيرا من الناس قد
اختلطت أصواتهم، فلم نفهم منها شيئا إلا أنهم جميعا كانوا يرددون اسم الشيخ
الوافد.
بعد برهة توقفت الأصوات، فسألهم برنارد عن سرهم، وسر
حضورهم، فقال أحدهم: لقد سمعنا أن رجلا قد قدم إليكم.. وقد تهنا في البحث عنه، فلم
نجد له أثرا.
قال برنارد: ما شأنه؟.. وما تريدون منه؟
قال الرجل: هو والدي.. وهؤلاء جميعا إما أولاده أو
أحفاده أو أقاربه.. وهم جميعا قدموا يبحثون عنه.
لقد بحثنا في محال كثيرة إلى أن دلنا بعض الناس عليكم..
فإن كان هذا الرجل عندكم، فنرجو أن تسمحوا لنا بلقائه.. ونرجو أن تسمحوا لنا
بإعادته إلى داره.. فقد صارت مظلمة منذ افتقدناه.
قال برنارد، وقد خاف أن يكون الشيخ الذي يبحثون عنه
هو ذلك الذي قدم قبل حين: نحن لا نعرف من تبحثون عنه.. فاذهبوا إلى محل آخر.
ما قال ذلك حتى خرج الشيخ، فراح الجميع يسرعون إليه
يحتضنونه، ويقبلون يديه