أحد في الدنيا مثل ولدي، الذي يزورني كل يوم أحد منذ سنوات؟!)
وقرأت في بعض لصحف قصة الشاب الذي رضي أن يؤوي أمه العجوز في بيته، مقابل
أن تقوم بخدمته وخدمة زوجته وأولاده، وتنظف بيته، وقد اعتبرت الصحيفة هذا كرماً من
هذا الولد البار بأمه.
وقرأت أن الشرطة في بعض بلادنا، اعتقلت شاباً، قتل والده بمساعدة الطبيب
الذي كان يتولى علاجه.. وبينت التحقيقات أن الشاب (يوسف زوهر) طمع في أموال والده،
ومن ثم فقد وعد الطبيب المشرف على علاج والده بحصة معتبرة إن ساعده على قتل
والده.. فقام طبيب الموت بفصل جهاز التنفس عن المريض، ووقف يرقب المغدور، وهو يلفظ
أنفاسه الأخيرة، دون تقديم أية مساعدة له.. وقد وجهت الشرطة للابن تهمة القتل مع
سبق الإصرار والترصد[1].
قال ذلك، ثم سار قليلا في أرجاء داره الخاوية من المسنين، ثم رجع إلي،
وقال: لا بأس.. لن تطول
الأيام حتى يبدأ الشيوخ في الوفود إلى هذه الدار.. لقد أرسلت من يسعى لي في هذا
السبيل.
^^^
لم يطل الزمن على قوله هذا حتى دخل بعض الشيوخ الدار،
فرأيت البشر قد كسا وجه (برنارد بيرجمان)، فبدد ما كان فيه من ظلمات اليأس والحزن.
التفت إلي برنارد، وقال: ألم أقل لك؟.. ها هو أول
الفأل.
رأيت العمال جميعا يسرعون إلى الشيخ يحيونه، ويرحبون
به، وكل واحد منهم يحاول أن يقدم له أي خدمة.