قال آخر: هذا الذي وردت النصوص المقدسة الكثيرة تحث على بره.. وتقرن رضا
الله برضاه..
ففي الحديث أن رجلا أتى رسولَ الله a،
فقال: يا رسول الله، مَنْ أبَرُّ ؟ قال: (أمَّك وأباك، وأختك وأخاك، ومولاك الذي
يلي ذلك، حقًّا واجِبًا، ورَحِمًا موصولة)[1]
وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله إنَّ لي مالاً ووَلَدًا، وإن أبي
يَجْتَاحُ مالي، فقال: (أنت ومالُك لأبيك، إن أولادَكُم مِنْ أطْيَبِ كَسْبِكُم،
فكُلُوا مِنْ كَسْبِ أوْلادِكُم)[2]
وجاءه رجل، فقال: أبَايِعُكَ على الهجرة والجهاد، أبتَغِي الأجرَ من
الله، قال: (فهل من والديك أحدٌ حَيٌّ ؟) قال: نعم، بل كلاهما حَيٌّ، قال:
(فتبْتَغِي الأجرَ من الله؟) قال: نعم ! قال: (فارجع إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ
صُحْبَتَهُما)[3]
وجاءه رجل فقال: جئتُ أبَايِعُكَ على الهجرة، وتركتُ أبَوَيَّ يبكيان،
قال: (فارجع إليهما، فأضْحِكْهُما كما أبْكَيْتَهُما)[4]
وروي أنَّ رجلاً من أهل اليمن هَاجَرَ إلى رسول الله a فقال له: (هل لك أحدٌ باليمَن؟) قال: أبَوَايَ، قال: (أذِنَا لك ؟) قال:
لا، قال: (فارجع إليهما فاسْتَأذِنْهُما، فإن أذِنَا لك فجاهِدْ، وإلا فَبرَّهما)[5]
وجاءَه رجل، فقال: يا رسول الله، أرَدْتُ أن أغْزُوَ، وقد جِئْتُ
أسْتَشيرك، فقال: (هل لك