responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13

بالبشارة.. ورحت أسرع إلى البابا.. وفي قلبي أشواق عظيمة لأسمع رحلته الجديدة إلى شمسه a.

^^^

عندما دخلت عليه وجدته يمسك بقدم عصفور يعالجها بحنان.. فقلت: ما هذا؟

ابتسم، وقال: لقد سقط هذا العصفور من عشه.. وقد رأيته يتعثر في مشيته.. فرحت أعالجه.. يوشك أن تعود إليه العافية.. لدي خبرة في هذا.

قلت: أرى لك قلبا حنونا..

قال: لقد استفدته من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. لقد كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أعظم الناس رحمة وشفقة.. لقد مر مرة مع صحابته بشجرة فيها فرخان لحمرة، فأخذهما بعض الصحابة، فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وهي تقرب من الأرض وترفرف بجناحها، فقال: (من فجع هذه بفرخيها؟)، فقالوا: نحن، قال: (ردوهما) فردوهما إلى موضعهما[1].

قلت: أعرف عظم رحمة رسول الله.. لقد وصفه الله بها، فقال:﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)..

بل إن الله سماه باسمين من أسمائه الحسنى يحملان هذا المعنى، فقال:﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128)

بل إن الله عم رحمته على العالمين، فقال:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (الانبياء:107)

أنا أعرف كل هذا.. ولكني أتعجب كيف ينتسب لرسول الله من امتلأ قلبه قسوة وغلظة..


[1] رواه أبو داود الطيالسي وأبو نعيم وأبو الشيخ في كتاب العظمة والبيهقي.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست