responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 14

ولم يكتف بذلك بل راح يصور رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بصورة القاسي الغليظ.. فينفر الناس عنه، وينفر القلوب منه.

قال: هذه سنة الله في أتباع أنبيائه، فمنهم من يمثلهم تمثيلا حسنا.. ومنهم من يخطئ في تمثيله، لقد ذكر الله ذلك، فقال:﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ (فاطر:32)

وذكره، فقال:﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (لأعراف:169)

وذكره، فقال:﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾ (مريم:59)

قلت: لعل هؤلاء الورثة المذكورين عوام يعذرون لجهلهم.. ولكن الشأن في أولئك الذين يتصورون أنهم ورثة رسول الله وخلفاؤه.. إنهم بقساوتهم وغلظتهم يسيئون لرسول الله ودين الله أعظم إساءة.

قال: لقد ذكر الله ذلك، ونبه إليه، وحذر منه، وأقام الحجة على عباده بكل ذلك.. فقال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (التوبة:34)

قلت: هذه الآية في الأحبار والرهبان..

قال: وهي في الأئمة والفقهاء والمفتين والمحتسبين.. وكل من ينتسب لأي وظيفة من الوظائف التي ترتبط بالدين.. هؤلاء جميعا هم المقصودون بهذه الآية.. كل من تاجر بالدين سواء كان مسلما أو غير مسلم مخاطب بهذه الآية..

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست