تصوروا الفرق بين من يعتقد بوجود سند قوي قادر على كل شيء يمكنه أن يخلصه
من كل ضر وألم، وبين من لا يرى هذا السند إلا في طبيبه العاجز اليائس الذي قد يقف
في حالات كثيرة لا يدر ماذا يفعل.
إن هذا يجعل المؤمن يلتجئ إلى الله، ويتضرع إليه..
وقد علمنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كيف نلتجئ إلى الله، وكيف نمتلئ طمأنينة
أثناء التجائنا.
ومن ذلك ما ورد في الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قال:(ما أصاب أحدا قط هم، ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك
ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو
علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن
تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي إلا أذهب الله همه،
وحزنه، وأبدله مكانه فرجا)، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال: (بلى ينبغي
لمن سمعها أن يتعلمها)[1]
فهذا الدعاء يتضمن اعتراف العبد أنه مملوك لله، وأنه لا غنى له عنه، وليس
له سيد سواه، والتزام بعبوديته، وإعلان الخضوع والامتثال لأمره ونهيه، وأن الله
يصرفه، ويتحكم فيه كيف يشاء، وإذعان لحكم الله، ورضى بقضائه، وتوسل إلى الله بجميع
أسمائه قاطبة، ثم سؤال المطلوب، ونشدان المرغوب.
وكل هذه المعاني لها تأثيرها النفسي الكبير في نفس المريض والمبتلى..
ومن ذلك ما ورد في الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
كان يقول عند الكرب:(لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش
العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم)[2]