واسترجع، قال: ابنوا له بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد)[1]
قام مريض آخر، وقال: هذا ثواب عظيم.. فالجنة هي الدار التي تهفو لها القلوب..
وحسب المبتلى أن يبشر بها حتى ينسى كل بلاء ينزل به.
قال الرضا: ليس ذلك فقط.. بل ورد في النصوص أن المبتلى يرفع إلى الدرجات
العليا بحسب صبره ورضاه عن ربه.. ففي الحديث الشريف قال a:(إن
العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله
أو في ولده، ثم صبره على ذلك، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى)[2]، وقال:(ما من مسلم يصاب بشيء في جسده فيصبر
إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة)[3]
وقال a:(أشد الناس بلاء الانبياء ثم
الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان
في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض
وما عليه خطيئة)[4]
وحدث بعضهم، قال: كنت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
جالساً، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من أحب أن يصح ولا يسقم؟)، قلنا: نحن يا
رسول الله، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (مه؟!)، وعرفناها في وجهه، فقال: (أتحبون
أن تكونوا كالحمير الصيّالة؟)، قال، قالوا: يا رسول الله لا، قال: (ألا تحبون أن
تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات؟)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فقال رسول الله
a: (فوالله إن الله ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلا لكرامته
عليه، وإن له عنده منزلة ما يبلغها بشيء من عمله دون أن ينزل به من البلاء ما يبلغ
به تلك المنزلة)[5]