وأخبر آخر: أن رجلاً من أهل القصيم أصيب بمرض خطير، فتصدق على أم أيتام،
فبدأت تدعو له فشفاه الله من هذا المرض.
بالإضافة إلى هذا كله.. فقد أخبر a أن الله الشكور
الحليم لا يضيع عمل عبده إن قعد به الداء عنه، ففي الحديث قال a:(إن العبد إذا مرض أوحى الله تعالى إلى ملائكته: أنا قيدت عبدي بقيد من
قيودي، فإن أقبضه اغفر له، وإن أعافه فحينئذ يقعد لا ذنب له)[1].
وفي حديث آخر قال a:( ما من مسلم يصاب في جسده إلا أمر الله
تعالى الحفظة: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل، ما دام محبوسا
في وثاقي)[2]
وفي الأثر الإلهي:(قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا
فحمدني وصبر على ما ابتليته، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا،
ويقول الرب للحفظة: إني أنا قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له
قبل ذلك من الأجر وهو صحيح)[3]
بل إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبر بأن مجرد الاسترجاع عند تذكر المصيبة
له ثوابه عند الله، قال a:(ما من مسلم ولا مسلمة يُصاب بمصيبة
فيذكرها، وإن طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعاً إلا جدّد اللّه له عند ذلك فأعطاه
مثل أجرها يوم أصيب)[4]
قالوا: حدثتنا عن الثالثة.. فحدثنا عن الرابعة؟
قال: الرابعة هو ما ورد في الشريعة من دعوة المجتمع إلى الاهتمام
بالمريض، وعدم الانعزال عنه إلا إذا اقتضت الضروروة ذلك..