وهكذا فإن آداب الطعام والشراب في شريعتنا تلحظ صحة
البدن والمحافظة عليه، ولها السبق في ذلك على كل ما قرره الطب الوقائي الحديث..
أليس في قوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ (31)﴾(الأعراف)، وقول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن
كان لا محالة، فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه)[1] وقاية للبدن من أمراض البدن التخمة
وويلاتها؟
أليس في قواعد الشرب وآدابه التي وصفها محمد a للشاربين، من النهي عن الشرب واقفاً، والشرب على ثلاث، وغيرها كثير من
الأمور التي أثبت الطب الحديث إعجازها، خاصة وقد أمر بها النبي الأمي a، الذي لم يصل الطب في زمانه إلى كل هذه المعطيات؟
حتى النوم الذي لا يلتفت الكثير إليه، ولا يهتم به،
وضع له الإسلام من القواعد والضوابط والنظم ما أثبت العلم الحديث مدى دقته ومدى
خدمته لصحة الإنسان..
لقد وضع الإسلام قواعد صحية رائعة لتنظيم ساعات العمل
والنوم ما تزال هي الأمثل بين كل التشريعات الوضعية.. قال تعالى يقرر بعض هذا
القواعد:﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)﴾ (النبأ)، وقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(اللهم بارك لأمتي في بكورها)[2] .. وغيرها كثير.. وهي كلها مما تؤكد الدراسات العلمية أهميته.. فإحصاءات
منظمة الصحة العالمية تذكر كثرة انتشار الأمراض بين فئة العاملين نهاراً.. كما
أكدت أن الإنتاج العضلي والفكري للإنسان في ساعات الصباح الباكر تفوق إنتاجه بقية
ساعات النهار أو الليل نوعاً وكماً.
وقد أثبت الطب أن النوم على البطن يؤدي إلى تشوهات
عضوية وآثار مرضية سيئة على