معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر وتحتفل الأحاسيس بكل لحظة وتزف الروح كل
يوم جديد كأنه عرس جديد.
معناه ألا نعرف اليأس ولا نذوق القنوط.
معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم ومغفرة الغفار..
معناه أن يذوب ضيقنا وألمنا وإحباطنا في فرج الله وفضله وكرمه.. ألم يقل
لنا ربنا:﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6﴾
(الشرح) ﴾ ؟
ولأن الله سبحانه واحد.. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده.. ولن
ننقسم على أنفسنا.. ولن تتوزعنا الجهات.. ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء لليسار،
وتزلف للشرق وتزلف للغرب، وتوسل للأغنياء وارتماء على أعتاب الأقوياء.. فكل القوة
عنده، وكل الغنى عنده، وكل العلم عنده، وكل ما نطمح إليه ين يديه.. والهرب ليس
منه، بل إليه.. فهو الوطن والحمى، والملجأ والمستند، والرصيد والباب والرحاب.
وذلك الإحساس معناه السكن والطمأنينة وراحة البال والتفاؤل والهمة
والإقبال والنشاط والعمل بلا ملل وبلا فتور وبلا كسل.. وتلك ثمرة (لا إله إلا
الله) في نفس قائلها الذي يشعر بها ويتمثلها، ويؤمن بها ويعيشها.. وتلك هي أخلاق
المؤمن بلا إله إلا الله.
وتلك هي الصيدلية التي تداوي كل أمراض النفوس، وتشفى كل علل العقول وتبرئ
كل أدواء القلوب.
وتلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي والأرجل والأعناق.. وهي
أيضا مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا، وكلمة السر التي تحرك الجبال وتشق البحور
وتغير ما لا يتغير.
ولم يخلق إلى الآن العقار السحري الذي يحدث ذرة واحدة من هذا الأثر في
النفس.
وكل عقاقير الأعصاب تداوي شيئا وتفسد معه ألف شيء آخر.. وهي تداوي بالوهم