قلت: أرى أن هذا ليس إلا الشيطان.. فكيف نسلم أنفسنا له؟
قال: إن اضطر العاقل أن يستخدم الشيطان لأجل غرضه الشريف، فمن الجنون أن
لا يستخدمه.
قلت: أي غرض شريف هذا؟.. إن الرجل يريد أن يتهم محمدا ودين محمد ورب محمد
بما هم منهم برآء.
قال: ألم تر المسلمين.. وهم يسلون تلك السكاكين الحادة، فيزهقون بها
أرواح الحيوانات البريئة، وهم ممتلئون سرورا؟
ألم تقرأ آيات الاستعباد في القرآن؟
ألم تقرأ الأمر بضرب النساء في القرآن؟
ألم تقرأ ما وصف به القرآن إله المسلمين.. لقد كان من ضمن ما وصفه به
قوله:﴿.. وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)﴾
(الأنفال)[1] ؟
لم أجد ما أجيبه به.. فلما رأى صمتي، قال: أعلم صدقك وإخلاصك.. وأعلم أن
بينك وبين دين محمد كما بين السماء والأرض.. ولكني في نفس الوقت أعلم أن بعض
الفيروسات قد تسربت إليك نتيجة رحلاتك السابقة لبلاد المسلمين.. أنا أعذرك في ذلك..
فالكثير ممن تعرض لما تعرضت له أصابه ما أصابك.. بل إن الكثير منهم لم يتحمل فراح
يحترق في شمس محمد.
ولذلك.. فقد هيأت لك رحلة إلى بلد من بلاد المسلمين.. بلد مملوء بالقساوة..
لتبصر
[1] هكذا يتلاعب المبشرون
وغيرهم بنصوص القرآن الكريم.. ونص الآية الكامل هو:﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)﴾
(الأنفال)، ومعناه على المشاكلة كما هو معروف، فالله تعالى أعظم من أن يحتاج إلى
أساليب المكر التي يلجأ إليها الضعفاء.. وسنرى توضيح المعاني المرتبطة بأمثال هذه
النصوص في رسالة (الباحثون على الله) من هذه السلسلة.