قال: ليس لك إلا وظيفة بسيطة لا تختلف عن كثير من الوظائف التي كنت قد
كلفتك بها.
قلت: وما هي هذه الوظيفة البسيطة؟
قال: لقد أرسلنا نفرا من قومنا لبلد من بلد المسلمين.. لنعرفهم بحقيقة
القساوة التي يحملها الإسلام.
قلت: قد أرسلتموهم.. فما علاقتي أنا بهم؟
قال: أنت – بمكانتك الرفيعة في الكنيسة – ستكون رقيبا عليهم.. لترى سلامة السبل التي يتخذونها
لهذا الغرض.. ولنرى مدى نجاح الطرق التي ينتهجونها لنعممها بعد ذلك على سائر بلاد
الإسلام.
قلت: فكيف لي أن أعرفهم؟
قال: سأعطيك دفترا يحوي أسماءهم وصورهم والأماكن التي يمكن أن تجدهما
فيها.. لترى مدى نشاطهم في الوظائف التي كلفوا بها.. واطمئن فلن يعرفك أحد منهم..
ولذلك، فستقوم بوظيفتك من دون أن يحرجك أي أحد.. هذا هو الغرض الوحيد الذي أردت أن
أبعثك له في هذه الرحلة.
قال ذلك.. ثم ابتسم.. وكأنه يخفي شيئا.. فقلت له: لكأني بك تخفي شيئا لا
تريد أن تصرح لي به.
ابتسم، وقال: أجل.. لي هدف آخر من وراء إرسالك لهذه المنطقة.. ولهذه
الوظيفة..
قلت: ما هو؟
قال: لقد عرفت الجروح التي أصابتك من رحلاتك السابقة.. فلذلك أردت أن
تكون هذه الرحلة رحلة علاج.. رحلة تكتشف فيها من قسوة محمد، وقسوة دينه ما يملؤك
بالغثاء.. لترجع