لقد ذكر صاحبكم بعض الإحصاءات.. وبما أنه يؤمن بما تقوله الإحصاءات،
فسأذكر له منها ما عساه يبين له سر ما تقع فيه بلاد الإسلام من الفقر والحرمان.
وبما أن صاحبكم قد قرأ لنا من كتاب كتبه بعض رجالنا، فسأقرأ لكم من كتاب
كتبه بعض رجالكم.. ها هو الكتاب..
أخرج كتابا من كيسه الذي كان يحمله، ثم قال: ها هو.. إن عنوانه هو (إفريقيا الإمبراطورية البريطانية الثالثة)[1].. إنه يحاول أن يصف بعض ما صنع الإنجليز بالقارة
الإفريقية.. لن أقرأ لكم كل ما ذكره الكاتب من جرائم المستعمرين.. ولذلك سأكتفي
ببعض ما ذكر.. وسأبدأ منه بما ذكره عن جرائم البريطانيين تجاه أفارقة جنوب
إفريقيا.
راح يقرأ: (يتكون اتحاد جنوب إفريقيا من أربع مقاطعات خاضعة لنظام الحكم
الذى وضع فى 31 مايو سنة 1915، والذى خول سلطة الحكم للبريطانيين والبوير، وقد
منحت الحكومات البريطانية بعض الحقوق السياسية للإفريقيين والملونين، وكذلك حق
الانتخاب.. غير أن الذين قيدوا فى جداول الانتخاب 12.000 فقط من عدد الإفريقيين
البالغ 1500.000.
وفى (ناتال) توجد حقوق انتخاب صورية للسود، لم يمارسها فى الواقع سوى
القليلين، هذا مع العلم بأن السكان الوطنيين يربون على تسعة ملايين نسمة..
ومنذ عام 1913 وأجود الأراضى يمتلكها الفلاحون الأوروبيون والشركات
المتحدة، وتبلغ مساحة الأراضى التى يحويها اتحاد جنوب إفريقيا 462347 من الأميال
المربعة، قد وزع حوالى 88 بالمائة منها بين ما يزيد على 2.000.000 أوروبى، بينما
هناك 000،
[1] هذه النقول من هذا الكتاب
وغيره نقلناها من كتاب (الاستعمار أحقاد وأطماع) لمحمد الغزالي.