2000- إفريقى وآخرون من غير الأوروبيين يشغلون ما تبقى وقدره 12 بالمائة
من المساحة الكلية للأرض.
والغريب أنه قبل انحلال النظام القبلى كانت الأرض ملكا لجميع الإفريقيين،
فلم يكن هناك نظام الملكية الفردية، بل كان ينظر للأرض باعتبارها هبة الطبيعة
للجميع، يقوم رئيس القبيلة بالنظر فى جميع أمورها، وحل مشاكلها، ولم تكن الأرض
تباع ولا تشترى...
وبصدور القانون الوطنى للأراضى عام 1913، قضى قضاء تاما على نظام الحياة
الاقتصادية الكريمة للإفريقيين، كما أصبحت السيطرة على الإفريقيين فى يد وزير
أجنبى يسمى وزير الأعمال الوطنية.. ولقد كان هذا القانون حجر الأساس للناحية
الاقتصادية وعليه بنى نظام التقسيم فى اتحاد جنوب إفريقيا.. ومنذ ذلك الحين
والإفريقيون يضطرون للعمل بالقوة، فى نظام من السخرة يوجب أن يقضى تسعة أعشار
السود حياتهم فى عمل جسمانى، أو يدوى، يستغرق يومهم بأكمله.. ويلاحظ أن الكثير من
الأراضى المحلية المخصصة للإفريقيين غير صالحة للزراعة أو الرى، ومع ذلك يحرم
القانون عليهم امتلاك أراضى أخرى، كما يقضى بغرامة قدرها مائة جنيه أو السجن مدة
ستة أشهر للأوروبى الذى يسمح لأى إفريقى يرعى قطيعه فى أراضيه الخاصة به!!
وكان من نتائج هذا النظام الاقتصادى أن بلغ فقر الإفريقيين أشده، فشكلت
حكومة برئاسة (وليم بيومنت) لبحث الحالة، وأوصت بتخصيص 8.000.000 فدان لصالح
الملايين المشردة من الإفريقيين، ولكن هذه التوصية لم تنفذ، بل صدر قانون سنة 1932
واعتبر تأجير الإفريقى لأرض خارج نطاق المنطقة المخصصة لبنى جنسه جريمة يعاقب
عليها بالجلد أو السجن.
والغرض من ذلك ألا تسنح الفرصة للإفريقى بتحسين حالته المادية.. وعلى
العموم كانت القوانين تفرق دائما بين البيض والسود، وتعاقب من يخالفها بالسجن أو
الغرامة. وترتب